Toggle menu
Toggle menu

الاثنين، 25 مايو 2015

مقارنة بين الإحساس والإدراك

السؤال:ما علاقة الإحساس بالإدراك؟حلل وناقش   

  -التحليل المنطقي: ينطوي السؤال على تصورين وهما: الإحساس والإدراك ،بينهما علاقة قد تكون إتصال أو إنفصال لهذا فالطريقة مقارنة لأن المشكلة تتعلق بطبيعة العلاقة الموجودة بين الإحساس والإدراك.
عناصر مقاله المقارنة:-طرح الإشكالية:إحتمال وجود تشابه بين طرفين مختلفين
-محاولة حل الإشكالية:-الإختلاف-الإتفاق-التداخل-الخروج براي شخصي
-حل الإشكالية:الفصل في المشكلة موضوع المقارنة
- مرحلة كتابة المقالة الفلسفية:
ــ لقد خلق الله عز وجل الإنسان وجعل له عقلا يميزه عن سائر المخلوقات ،إذ يستطيع من خلاله القيام بعدة وظائف عليا كالتفكير والتخيل والتذكر والإدراك ،كما جعل له حواس تعتبر القاسم المشترك بين جميع الكائنات وبواستطها يتم الإتصال بالعالم الخارجي أي ما يعرف بالإحساس ،وإذا كان الإنسان في إدراكه للعالم الخارجي الذي يحيط به وما يجري حوله من احداث وتغيرات ينطلق مما تقدمه له الحواس من معطيات حسية ثم ترتقي لما يعرف بالإدراك فإن المشكلة التي تواجههنا هنا تكمن في صعوبة تحديد العلاقة بين الإحساس والإدراك ، لهذا نتساءل ما نوع العلاقة الموجودة بينهما؟هل هي علاقة إنفصال وتمايز ام هي علاقة إتصال وتكامل ؟وبالتالي هل هما امران مختلفان ام متشابهان وهل يمكن القول بان الإدراك يحمل في طياته الإحساس؟
ـــ إذا نظرنا إلى الإحساس والإدراك من ناحية نظرية وخاصة من زاوية التعريف نلاحظ ان هناك فرق واضح بينهما فالإحساس هو عملية فيزيولوجية بسيطة ناتجة عن تاثر إحدى حواسنا بمنبهات خارجية بهدف التكيف مع العالم الخارجي وهو في نظر علم النفس التجريبي مجرد حادثة اولية وبسيطة،والحواس هي الاداة الوحيدة التي تربط الكائن الحي والإنسان بالعالم الخارجي والبيئة وبها تحصل المعرفة ويتم التكيف ويتصف الإحساس بعدة خصائص اهمها انه اولي وبسيط لانه لا يحتاج لواسطة بين المؤثر والعضوية مثال ذلك لا توجد واسطة بين الصوت وإنفعال حاسة الاذن بل يتم بطريقة اولية ومباشرة هو كذلك عملية آلية لانه يمر بثلاثة مراحل وهي المرحلة الفيزيائية وتتمثل في تاثير المنبه على الحاسة مثال ذلك تاثير اللون على حاسة البصر ،ثم المرحلة الفيزيولوجية وتتمثل في وظيفة الاعصاب التي تنقل الإنطباع الحسي إلى المراكز العصبية واخيرا المرحلة النفسية تؤدي إلى تكوين عملية الإحساس من خلال الإستجابة (رد الفعل) اي القيام بسلوك معين(الإقدام او الترك)، الإحساس يتصف بالتنوع لانه يتنوع بتنوع الحواس فكل إحساس يتبع الحاسة الخاصة به وتنوع المنبهات الخارجية لكنه واحد ومشترك في جميع انواعه لأن الكائن الحي بحاجة لجميع حواسه لتحقيق التكيف
 اما الإدراك بالتعريف هو عملية معقدة يتم فيها ترجمة وتاويل وتفسير المؤثرات الحسية التي تنقلها الحواس إلى المراكز العصبية لذلك يطلق مصطلح الإدراك على مجمل العمليات التي تبدأ من محاولة تفسير المؤثر إلى معرفة طبيعته وصفاته المعقدة ويعرفه الفيلسوف لالاند بقوله (إنه الفعل الذي ينظم به الفرد إحساساته الحاضرة وتفسيرها ويكملها بصور وذكريات ومبعدا عنها قدر الإمكان طابعها الإنفعالي )ويتصف الإدراك بعدة خصائص اهمها الإدراك عملية عقلية يقوم على العمل العقلي وبالتالي يعتمد على وظائف عقلية عليا كالتاويل والتفسير والترجمة والحكم والتذكر والتخيل والإستنتاج لذلك يقول ديكارت (وإذن انا ادرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت احسب اني اراه بعيني)لهذا فالإدراك عملية معقدة وهو كذلك خاصية إنسانية لانه يحمل خصوصية وهي العقل بينما الإحساس مشترك بين الإنسان والحيوان
ـــ إنا هذا الإختلاف بين الإحساس والإدراك لا ينفي وجود نقاط مشتركة بينهما وهي نقاط التشابه فكلاهما نجده عند الإنسان فالإنسان هو الوحيد الذي يحس بالموضوعات الخارجية ويدركها في آن واحد كما انه كلاهما ينتج عنه معرفة نسبية لان المعرفة سواء كانت عقلية او حسية مصدرها الحواس او العقل تتصف بالمحدودية لان كلاهما يخطئ ومحدود وهما يشتركان كذلك في الغاية فكلاهما يهدف لغاية واحدة وهي التكيف مع العالم الخارجي
ــ إن هذا التشابه القائم بينهما يقودنا بالضرورة لوجود علاقة تداخل بينهما لان كلاهما يؤثر في الآخر فالإحساس يؤثر في الإدراك لأنه مرحلة اولية لحدوثه بدليل ان المعرفة عند الطفل الصغير تبدا بماهو حسي ثم ترتقي لماهو عقلي تجريدي وهذا ما اكده الفيلسوف السويسري جان بياجي حين بين بان عملية تعلم الرياضيات لدى الطفل تمر بالمرحلة الحسية ثم المرحلة العقلية التجريدية وبالتالي لا إدراك بدون إحساس،كما ان الإدراك بدوره يؤثر في الإحساس لان الألوان والاصوات والأشكال والحركات والروائح ماهي إلى ومضات عصبية تصل إلى المراكز الدماغية بواسطة الحواس اما معرفتنا لها وتفسيرها فهي وظيفة العقل لهذا فالإحساس بدون إدراك لا معنى له فهذا الاخير أي الإدراك هو الذي يجعل الإنسان يتعرف على الموضوعات وبالتالي يدرك العالم الخارجي
ــ إلا ان الراي الصحيح هو الذي يرى بان هناك إنفصال جزئي بين الإحساس والإدراك وهذا من ناحية التعريف ، وكذلك بينهما إتصال جزئي لان هناك ترابط بينهما من ناحية الوظيفة 
 ــ إذن نستنتج بأن العلاقة الموجودة بين الإحساس والإدراك هي علاقة تكامل وظيفي لان وظيفة الإحساس تكمل وظيفة الإدراك والعكس صحيح وبالتالي هناك صعوبة في الفصل بينهما وهذا مااكده انصار علم النفس الحديث وخاصة اصحاب نظرية الجشتالت.

السؤال: هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟

مقالة فلسفية للسنة الثالثة ثانوي
السؤال: هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟
الطريقة جدلية
طرح المشكلة: إذا كان الحساس هو عملية فيزيولوجية ترتبط في أساسها على جملة من الحواس (البصر،السمع،الذوق،الشم،اللمس) هذه الحواس التي تنقل إلينا صورة مجردة من أي معنى ولكن بعد وصولها إلى الذهن عن طريق الأعصاب تتم عملية تأويل جميع الصور وذلك بتحليلها وفهمها عن طريق العقل ومن خلال هذا التحليل نستنتج بأن هناك مرحلتين مرحلة أولى والتي نعتمد فيها على الحواس للاتصال بالعالم الخارجي ونطلق عليها بالإحساس ومرحلة ثانية والتي يتم فيها الحكم على الأشياء وبناء رد الفعل ونطلق عليها بالإدراك ولكن السؤال الذي يتبادر في أذهاننا هو:هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟ وبعبارة أخرى: هل يمكن أن يكون إدراك دون المرور على الإحساس؟ وهل يمكن القول: بأن الإحساس أدنى قيمة معرفية من الإدراك؟.
محاولة حل المشكلة:
عرض منطق الأطروحة الأولى: يرى كل من الحسيين والعقليين أنه من الضروري التمييز بين الإحساس والإدراك فالعقليون يرون أن الإحساس مجرد عملية فيزيولوجية لا يمدنا إلى بمعارف أولية في حين أن الإدراك هو عملية تعتمد على الذهن وتدخل فيها الكثير من العمليات النفسية من ذاكرة وذكاء وتخيل كما أن الإحساس هو عملية أولية بسيطة تعتمد على الأعضاء الحسية ولا توصلنا إلى المعرفة فهي لاتتضمن أي معنى في حين أن الإدراك نقيض ذلك حيث أنه يعتبر عملية معقدة و بها نعقل الأشياء وندركها فعملية الإدراك عبارة عن الوعي الانساني بكل محتوياتها من تحليل وتركيب وتفكير وتصوركما أنمه وظيفة الإحساس تتوقف في إثارة العقل وذلك لتحقيق معرفة مجردة ولكن للأسف كثيرا ماتؤدي الحواس إلى نتائج غير مرضية نتيجة الأخطاء التي تقع فيها في الكثير من الأحيان فعندما نشاهد العصا التي نغطسها في الماء نرى بأنها تبدوا مكسورة إلى قسمين وهذا ما تنقله لنا حاسة البصر إذا فهذه المشاهدة لايمكن الوثوق بها ملولا وجود العقل الذي يقوم بتصحيح الصورة لقلنا أن العصا قد انكسرت داخل الماء فقيمة الحساس تكمل في أنه يقوم بإثارة الأعضاء الحسية التي بها يتنبه العقل ليقوم بطريقة غير مباشرة إلى بناء المعرفة المجردة التي بها نصل إلى الحقيقة وهذا ما يجعل الفيلسوف مين دوبيران يقول:(الإدراك يزيد على الإحساس بأنه آلة الحس فيه تكون أشد فعلا والنفس أكثر انتباه.......) إذا العقليين ميزوا بين الإحساس والإدراك من حيث طبيعة وقيمة المعرفة المتأتية من كليهما والحسيين أيضا يقرون بضرورة التمييز بين الإحساس والإدراك ولكن ليس بالنظر إلى طبيعة أو قيمة كل منهما بل بالنظر إلى درجة وشدة التعقيد فيهما فيرون أن كل معارفنا الإدراكية لاتبنى إلا من خلال الإحساس والتجربة الخارجية.
النقد: صحيح ماذهب إليه كل من الحسيين و العقليين في تبيان قيمة وطبيعة وقوة وشدة كل من الإحساس والإدراك في مجال المعرفة ولكن هذا لا يؤدي إلى ضرورة الفصل بينهما بصورة كلية أو مطلقة.
نقيض الأطروحة: وعلى النقيض من ذلك نجد أنه في حقيقة الأمر لا يمكن الفصل بين العمليتان لأنه لايمكن تصور وجود أي عملية إدراكية دون المرور على العملية الحسية ولا يمكن للإنسان أن يدرك أو يعقل شيء دون أن تحس به أعضائه الحسية فالإحساس والإدراك وجهين مختلفين لظاهرة نفسية واحدة فنجد الجشطالتيون يرون أنه لايمكن التمييز بين الإحساس والإدراك لأنهما شيء واحد فالصيغة أو الشكل التي يكون عليها الموضوع هي التي تتحكم في العملية الإدراكية أي أن المؤثرات الخارجية هي التي تحدد طبيعة إدراكنا وأكدوا أهميتها في عملية الإدراك عندما ذهبوا إلى أن الإدراك أكثر مجرد إحساس بالعناصر الأساسية للمنبهات وإنما هو عملية كلية ندرك بها المنبهات كأنماط وأشكال وصيغ ذات معنى إذا الإدراك ليس مجرد عملية استقبال المنبهات عن طريق الأعضاء الحسية وإنما صيغ وشكل موضوعات الإدراك هي التي تبني الإدراك وترسم معناه كما أن الظواهرية أيضا ترفض هذا التمييز الذي لا يجعل الإدراك تابعا للإحساس وكذلك التفسير العقلي الذي يعتبر الإدراك حكما عقليا وتؤكد أن الإدراك تابع لشعوره.
النقد: صحيح ما ذهبت إليه النظريتين في إمكانية الجمع بين الإحساس والإدراك حيث أصابت الجشطالتية حينما ركزت على العوامل الموضوعية وأخطأت عندما أهملت العوامل الذاتية في حين أن الظواهرية ربطت الإدراك بالشعور مما يجعلنا لا نفهم شيء ولا نستقر على رأي لأن الشعور متغير على الدوام.
التركيب: من هذا التحليل نصل إلى أن المعارف الإنسانية ناتجة تكامل وتفاعل بين الإحساس الذي يتميز بطابع البساطة والإدراك الذي يتميز بطابع التعقيد وهذا مايسمح بالارتقاء من عالم الصور الحسية إلى عالم الصور العقلية بمعنى أن الإحساس هو الممول الأول للإدراك فلولا وجود الإحساس لما وجد الإدراك والعكس صحيح وهذا مايؤكد عليه الفيلسوف رايد:(الإدراك هو الإحساس المصحوب بالانتباه).
حل المشكلة: من خلال هذا الأخد والرد نصل إلى أن الإحساس هو النافدة التي نطل عليها على هذا العالم والإدراك هو مانتوصل به إلى تلك المعارف التي ينقلها إلينا الإحساس وكل منهم يكمل الأخر.

مدونة منارة المعلوميات مدونة تقنية صاحبها المدون والمصمم عبد المغيث موراض ,انشات المدونة في سنة 2014 ,انشات هذه المدونة منارة المعلوميات للافادة والاستفادة ,ودائما نبحث عن الجديد لنحضره اليكم حصري وجديد ,لذا فادعمونا بتعليقاتكم المشجعة والتي تدعمنا كي نواصل ان شاء الله. وتابعونا واشتركوا معنا:

جميع الحقوق محفوظة لمدونةمقالات فلسفة للبكالوريا2014

notifikasi
close